
الكلمة 136 من الكلمات القصار لأمير المؤمنين علي عليه السلام : (اَلصَّلاَةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ ، وَ اَلْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ ، وَ لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ وَ زَكَاةُ اَلْبَدَنِ اَلصِّيَامُ وَ جِهَادُ اَلْمَرْأَةِ حُسْنُ اَلتَّبَعُّلِ) كلّ هذه الأفعال تشترك في حقيقة واحدة وهي أنّها جميعاً تستهدف الوصول إلى رضى الله والتقرّب إليه تعالى، فلا فرق من هذه الناحية بينها ، فمن ينظر إليها من الأعلى يرى أنّها أمور معنوية لا علاقة لها بالعالم المادّي أصلا . روح الصلاة هو الإبتعاد من ظلمات الطبيعة والقرّب إلى اللَّه ، يقول السيد الإمام رضوان الله تعالى عليه أنّ المصلّى في ابتداء الصلاة لابدّ وأن يستجيز من الله سبحانه وتعالى ليفتح له الأبواب وذلك من خلال تكبيرة الإحرام حيث ينطلق من عالم الطبيعة ويتمسّك بمقام الكبرياء فعندما يرفع المصلي يده حين التكبير كأنّه يرمي كافة الحُجُب وراء ظهره فيتّصل بالملكوت الأعلى ، ولا يتحقق ذلك إلا ممن يتحلّى بصفة التقوى، فالصلاة قربان كلّ تقي قال اللَّه تعالى ( إنّما يتقبّل اللَّه من المتّقين) المائدة 27 . وأما الحج فهو عبادة وذكر ودعاء واستغفار يستهدف تحقيق الحياة الطيّبه للأمة الإسلامية و خلاصها من السلاسل وقيود الإستعباد والإستبداد فهذا الحجّ هو حقيقة جهاد كل ضعيف فمن يقصد بيت الله الحرام يريد تخليص نفسه من الفقر والفاقة ، ولا يتحقق الحجّ إلا بأعلان البرائة من المشركين والتبرّي من الشياطين وعلى رأسهم الشيطان الأكبر ، ولا يكمل إلا بنفي ولاية المستكبرين وتقبّل ولاية الله تعالى وهذا النوع من الحج محارب من قبل القوى المستكبرة حيث تحسبه خطراً عظيماً عليها. و الزكاة هو النمو والبركة الربانية ، بزكاء النفس وطهارتها يصل الإنسان إلى مرتبة يستحق فى الدنيا الأوصاف المحمودة وفى الآخرة الأجروالمثوبة قال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)(الشمس/9). فكلّ شيء لابدّ أن يزّكى ليتطهّر من الشوائب فينمو . فكيف يزكّي الإنسان بدنه ليتخلص من الزوائد ويتطّهر ؟ يقول علي عليه السلام أنّ ذلك يتمّ بالصيام ، فالصّوم تزكية للبدن وله دور مهمّ في سلامته عن الأمراض المتولّدة من كثرة الأكل وبذلك تخرج النفس من ظلمات الطبيعة إلى النور لأنّ البطنة تذهب الفطنة. وأمّا المجاهد في سبيل الله فيتميزّ في أنّه يضحّي بكلّ ما لديه في سبيل الوصول إلى الله تعالى فيتحمّل المصاعب ليصل إلى القرب الإلهي ، والجهاد مختص بالرجال وأمّا جهاد المرأة فهو حسن المعاشرة مع زوجها و تحمّل المكاره المتوجّهة منه إليها من سوء القول و الفعل ، فربما يكون أقواله و أعماله جارحات القلوب ، فصبر المرأة تجاهها تعدّ من الجهاد ، و التبعّل يعني معاشرة البعل و صحبته وهذا يشير إلى أنّها لا بدّ وأن تؤدّي حقوقه الزوجية التي فرض الله عليها كما أنّ على الرجل كذلك .
+ نوشته شده در سه شنبه چهارم تیر ۱۳۸۷ساعت 19:7  توسط سرباز سایبری
|