لماذا الوسوسة ؟ يتحدّث آية الله العظمى السيد عبدالأعلى السبزواري قدّس سرّه عن آية الله القمّي الذي كان من العبّاد والزهّاد في النجف الأشرف وكان إماماً في المسجد الجامع المعروف بالهندي وهو من أعظم مساجد النجف الأشرف وأقدمها . يقول : في شبابنا كنّا نصلّي صلاة الصبح بإمامته ولكن كنا في بعض الأحيان نأتي فإذا هو في الركوع الأوّل من الركعة الأولى ، وربّما احتجنا إلى الغُسل فنرفع أصواتنا (يا الله) (إنّ الله يحبّ الصابرين) ونذهب إلى الحمام المجاور للمسجد المعروف باسم حمام الهندي فنرتمس في الحوض المعدّ للغُسل ونلبس ملابسنا ثم نأتي إلى المسجد و الإمام مازال في الركعة الأولى فنقتدي به فلا تفوتنا حتّى ركعة واحدة ! وهذا إن دلّ على شيء فيدلّ على : 1- طول ركوع هذا العالم الفذّ . 2- عدم تورطنا في أدنى مستوى من الشك والوسوسة . فلماذا إذاً الوسوسة ؟ وفي الحديث ( عن عبداللهِ بنِ سِنانٍ قالَ:" ذَكَرْتُ لأَبِي عَبْدِاللهِ عليه السلام رَجُلاً مُبْتَلىً بِالوُضُوءِ وَالصَّلاَةِ وَقُلْتُ: هُوَ رَجُلٌ عَاقِلٌ . فَقالَ أبو عَبْدِاللهِ عليه السّلام: وَأيُّ عَقْلٍ لَهُ وَهُوَ يُطيعُ الشَّيْطَانَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: وَكَيْفَ يُطيعُ الشَّيْطَانَ؟ فَقالَ: سَلْهُ هذَا الَّذِي يَأتِيهِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَكَ: مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ" (أصول الكافي ، المجلد الأول، كتاب العقل والجهل، ح 10). يقول السيد الإمام رضوان الله تعالى عليه : (لماذا نجد الكثير من ذوي الوسوسة التي لا مبرر لها والجهلة المتنسكين، لا يحتاطون في مواضع يجب الاحتياط فيها أو يستحب؟ هل سمعت أحداً يعيش حالة الوسوسة في الشبهات المالية؟ مَن من الوسواسيين دفع الزكاة والخمس مرات عديدة ؟ وذهب إلى الحج لأداء الواجب مرات متكررة؟ وأعرض عن الطعام المشتبه؟ )
+ نوشته شده در سه شنبه چهارم تیر ۱۳۸۷ساعت 19:5  توسط سرباز سایبری
|